-A +A
حسين هزازي (جدة)
مع تطور عمليات التجميل لم ينسَ أطباء التجميل سعي المرأة لتغيير لون العين لأنها تكون أكثر جذبا للانتباه، فللعيون لغة لا يفهمها إلا القليل، إذ كانت ملهمة للشعراء والأدباء على مر العصور، لذلك أولت المرأة اهتماما خاصا بجمال عينيها وسحرها منذ القدم، فكانت المكحلة أولى أدوات الزينة التي عرفتها المرأة للاعتناء بجمالها.

وتطور مفهوم الجمال لدى المرأة بتطور الزمان، واهتم طب التجميل بكل ما يخص تجميل العيون، بدءا من الإجراءات التجميلية البسيطة مثل حقن كولاجين العين، مرورا بعمليات رأب الجفون وزراعة الرموش، وحتى عملية تغيير لون العين، فما هي عملية تغيير لون العين؟ وما تقنيات تغيير لون العين؟ وما هي تكلفة عملية زرع العدسات؟ وما ميزات وعيوب تغيير لون العين؟ وما الأعراض الجانبية والمخاطر؟ كل تلك التساؤلات يجهلها الكثيرون!


لون في النهار..

وآخر في الليل

قالت جرّاحة العيون الدكتورة فايزة القرني إن عملية تغيير لون العين تستهدف تغيير لون القزحية بشكل دائم لأغراض تجميلية، فبدلا من استخدام العدسات اللاصقة الملونة والاضطرار إلى تركيبها في الصباح، وإزالتها في المساء كل يوم، أصبح من الممكن تغيير لون عينيك بشكل دائم بفضل هذه العملية، والابتعاد عن مشاكل العدسات اللاصقة تماما.

وظهرت أخيرا بعض المزاعم والأخبار التسويقية عن قطرة أو بلسم توضع تحت العين تمتصها العين وتؤدي إلى تغيير لون العين ولكن هذه المزاعم تم تكذيبها عبر أكثر من طبيب عيون محترف أكدوا أن هذه القطرات أو المنتجات ليست طبية وهي تجميلية وغير معروفة المصادر وأيضا غير مصرح باستخدامها في العين.

ولكل تقنية من تقنيات تغيير لون العين خطوات تختلف عن الأخرى، حيث إن الفكرة الأساسية لكل تقنية تختلف جذريا عن الأخرى، فهناك زرع العدسات الملونة وهي تقنية جراحية، يتم بها عمل شق صغير جدا في القرنية ثم تتم زراعة عدسات ملونة مرنة ورقيقة داخل العين، وبالرغم من أنها عملية جراحية إلا أنها تتم تحت تأثير التخدير الموضعي، وقد تم استخدامها في بادئ الأمر لأغراض طبية، ثم تطور استخدامها للأغراض التجميلية في تغير لون العين.

وتتميز هذه العملية بأنه يمكن اختيار اللون الذي يريده الشخص سواء كان فاتحا أو داكنا، وذلك على عكس التقنية الأخرى التي لا تستخدم إلا لتحويل لون العين للألوان الفاتحة فقط خاصة الأخضر والأزرق.

سر العيون الخضراء

عن زرع العدسات الملونة تقول الدكتورة فايزة القرني إنها تبدأ بوضع قطرات مخدرة بالعين وينتظر الطبيب قليلا حتى يبدأ مفعول المخدر، كما يمكن أن يعطي الطبيب الشخص بعض المهدئات قبل الجراحة ليكون في حالة استرخاء كاملة، ويضع الطبيب أداة لتثبيت الجفنين، حتى تظل العين مفتوحة طوال فترة العملية، ثم يقوم الطبيب بعمل شق جراحي صغير جدا بقرنية العين، ولا داعي للقلق من هذه الخطوة، إذ لا يوجد احتمال حدوث نزف أو خياطة بعد الإجراء، وبعدها يقوم الطبيب بإدخال العدسة الملونة داخل إحدى العينين، وهي خطوة بسيطة لكنها تحتاج إلى دقة واحتراف حتى تتم بنجاح، ثم يقوم بنفس الخطوة بالنسبة للعين الأخرى، وينهي الطبيب العملية بإزالة الأداة المثبتة للجفنين، وفحص عيني الشخص للاطمئنان.

وتضيف القرني: لم يترك الليزر مجالا في طب التجميل إلا ودخله وأثبت فاعلية ونجاحا، وقد تم تطوير استخدام الليزر في مجال تغيير لون العين، وأصبح من أكثر الطرق المستخدمة لتغيير لون العين. ولكي نفهم كيف يعمل الليزر على تغيير لون العين، يجب أولا أن نعرف أن المسؤول عن تحديد لون العين صبغة موجودة بالقزحية و كلما زادت كثافة الصبغة أصبح لون العين داكنا، وأصحاب العيون الزرقاء هم الأشخاص الذين يحملون أقل نسبة ممكنة من هذه الصبغة، ويعمل الليزر على تفتيت هذه الصبغة بدرجة معينة حتى الوصول إلى لون أفتح من اللون الأصلي للعين ويعيب هذه التقنية أنها لا تُستخدم لأصحاب العيون الفاتحة الذين يريدون عيونا داكنة اللون.

كما أن خطوات عملية تغيير لون العين بالليزر تتم مثل التقنية الأولى تماما بوضع بضع قطرات من المخدر داخل العين، وإعطاء الشخص مهدئا والانتظار قليلا حتى يسري مفعول المخدر، ثم تثبيت الجفنين وهذه الخطوة أيضا مماثلة للتقنية السابقة، ويقوم الطبيب بعمل مسح للعين باستخدام جهاز الكمبيوتر ويتم عمل مسح كامل للقزحية، واختيار الأماكن التي سيتم تسليط ضوء الليزر عليها، ويُسلط الطبيب شعاع الليزر على الصبغة الموجودة أمام القزحية لمدة لا تزيد على 20 ثانية لكل عين، فيعمل الليزر على حرق هذه الصبغة، ويزيل الطبيب مثبت الجفنين ويفحص عين الشخص للاطمئنان أن العملية تمت بنجاح.